تدريس مواد العلوم الشرعية كغيرها من المواد التي تحتاج إلى العديد من الطرق عند تقديمها للمتعلمين، ويمكن الجزم أنه ليس هناك طريقة واحدة تصلح لجميع المواقف، بل المعلم الحاذق المتابع لكل جديد في ميدان اختصاصه يستغل كل ما يمكنه من طرائق لتقديم المادة بأسلوب سهل وشيّق في ذات الوقت، بل إننا يمكن أن نذهب لأبعد من ذلك عندما نوجه المعلم أنه بإمكانه أن يستخدم طرائق متعددة لموقف تعليمي واحد، وفي هذه الأسطر نذكر باختصار بعضًا من طرق التدريس التي يمكن استخدامها في تدريس مواد العلوم الشرعية.
أولًا: طريقة حل المشكلات :
تعرف هذه الطريقة بأنها: "موقف محير يستلزم حلًا"، أو "الحالة التي يشعر فيها الطلاب بأنهم أمام موقف تعليمي مشكل يحتاجون للإجابة عنه"، أو "مسألة أو موقف صعب ملتبس يتحدى بنية المتعلم الثقافية وخبراته المتراكمة".
وتقدم طريقة حل المشكلات العديد من الفوائد التربوية للمتعلمين، يأتي في طليعتها:
1. إثارة الدافعية للتعليم:
فعند عرض المشكلة التعليمية التي تحظى باهتمام المتعلم وتتحدى قدراته وخبراته السابقة، تحدث لديه نوعًا من الخلل وعدم التوازن المعرفي مما يعني سعيه بجد للتوصل إلى حل مناسب لها يشبع فضوله، ويهدئ من نفسه مما يجعله مقبلًا على التعلم بكل همة ونشاط.
2. بناء عقلية علمية تمكّن من حل مشكلات الحياة:
إن حل المشكلة لا يتم عشوائيًا وفق هوى المتعلم، بل يخضع لأسس علمية دقيقة تبدأ بتحديدها، وجمع المعلومات عنها والتوصل لمجموعة من الحلول، واختيار الأنسب منها، وبالتالي تعود الطالب على النهج العلمي لمواجهة أي مشكلة قد تصادفه مستقبلًا.
إن حل المشكلة لا يتم عشوائيًا وفق هوى المتعلم، بل يخضع لأسس علمية دقيقة تبدأ بتحديدها، وجمع المعلومات عنها والتوصل لمجموعة من الحلول، واختيار الأنسب منها، وبالتالي تعود الطالب على النهج العلمي لمواجهة أي مشكلة قد تصادفه مستقبلًا.
3. العمل على إكساب المتعلم العديد من المهارات، ومنها:
العمل مع الفريق، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو التعاون، والشورى، وكذلك مهارة جمع وتحليل وتصنيف المعلومات.
العمل مع الفريق، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو التعاون، والشورى، وكذلك مهارة جمع وتحليل وتصنيف المعلومات.
خطوات طريقة حل المشكلات:
تتعدد الخطوات التي يمكن استخدامها في هذه الطريقة، إلا أن الغالب يتمحور حول خمس خطوات، هي كالتالي:
1. الشعور بالمشكلة (مقدمة المشكلة):
ويتم الشعور بالمشكلة بطرق عدة منها: الملاحظة العابرة، أو النقاش حول فكرة معينة، أو قيام المعلم بعرض موقف تعليمي يحتوي على مشكلة، وينبغي للمعلم في هذه المرحلة أن ينمي لدى طلابه شعور الاهتمام بالمشكلة ودفعهم لمتابعتها ومحاولة علاجها.
ويتم الشعور بالمشكلة بطرق عدة منها: الملاحظة العابرة، أو النقاش حول فكرة معينة، أو قيام المعلم بعرض موقف تعليمي يحتوي على مشكلة، وينبغي للمعلم في هذه المرحلة أن ينمي لدى طلابه شعور الاهتمام بالمشكلة ودفعهم لمتابعتها ومحاولة علاجها.
2. تحديد المشكلة:
خلال هذه المرحلة يتم تحديد المشكلة في صورة لفظية واضحة ومفهومة وإجرائية، مع التأكد من أن الطلاب قادرون على التعبير عنها بلغتهم الخاصة مما يعني أن الإشكالية يمكن معالجتها من قِبَلهم.
كما يتم في هذه المرحلة صوغ المشكلة إما في صور تقريرية كما في المثال التالي: (دور التربية الإسلامية في معالجة مشكلة التسول)وإما في صورة سؤال، مثل: (ما أثر المسجد في حياة الشباب المسلم)؟
خلال هذه المرحلة يتم تحديد المشكلة في صورة لفظية واضحة ومفهومة وإجرائية، مع التأكد من أن الطلاب قادرون على التعبير عنها بلغتهم الخاصة مما يعني أن الإشكالية يمكن معالجتها من قِبَلهم.
كما يتم في هذه المرحلة صوغ المشكلة إما في صور تقريرية كما في المثال التالي: (دور التربية الإسلامية في معالجة مشكلة التسول)وإما في صورة سؤال، مثل: (ما أثر المسجد في حياة الشباب المسلم)؟
3. صياغة الحلول (اقتراح فروض لحل المشكلة):
بعد جمع المعلومات، يتم استمطار الأفكار من خلال طريقة العصف الذهني، بمعنى إتاحة الفرصة دون تردد في طرح الأفكار المتعلقة بالمشكلة، مع القيام بتدوين الحلول المقترحة من وجهة نظرهم.
4. تفسير المعلومات وتنظيمها:
في هذه المرحلة يقوم الطلاب بجمع المعلومات عن المشكلة من خلال المصادر المتوفرة سواء داخل الفصل أو في مصادر التعلم، وتلعب خبراتهم السابقة والمعلومات التي يملكونها عن المشكلة دورًا رئيسًا في هذه المرحلة، ويمكن للمعلم أن يوفر العديد من المصادر التي تخدم القضية محل الدراسة، وينبغي أن يكون ممتلكًا للمهارات التالية، والتي تعينه على علاج المشكلة، ومن أبرزها:
- التمييز بين ما هو متصل وغير متصل بالمشكلة.
- التمييز بين المعلومات الصحيحة من غيرها.
- التمييز بين الرأي الشخصي، والحقائق المعترف بها.
في هذه المرحلة يقوم الطلاب بجمع المعلومات عن المشكلة من خلال المصادر المتوفرة سواء داخل الفصل أو في مصادر التعلم، وتلعب خبراتهم السابقة والمعلومات التي يملكونها عن المشكلة دورًا رئيسًا في هذه المرحلة، ويمكن للمعلم أن يوفر العديد من المصادر التي تخدم القضية محل الدراسة، وينبغي أن يكون ممتلكًا للمهارات التالية، والتي تعينه على علاج المشكلة، ومن أبرزها:
- التمييز بين ما هو متصل وغير متصل بالمشكلة.
- التمييز بين المعلومات الصحيحة من غيرها.
- التمييز بين الرأي الشخصي، والحقائق المعترف بها.
5. اختيار الحل المناسب:
بعد المرحلة الرابعة يقوم الطلاب بتنظيم وتصنيف الحلول واختيار الأفضل منها في ضوء الأدلة القرآنية والنبوية، والقيم والأخلاق الإسلامية والإمكانات والأعراف المقبولة، مع ملاحظة أنه في بعض الأحيان قد يكون للمشكلة أكثر من حل إلا أن هذه الحلول تتفاوت، وبالتالي يتم اختيار الحل الذي يتوافر فيه أكبر قدر من المزايا، وأقل قدر من العيوب.
ثانيًا: الطريقة الاستقرائية:
هي الطريقة التي يتم الانتقال فيها من الجزء إلى الكل أو من الأمثلة إلى التعميم، وسميت هذه الطريقة بذلك لكونها يتم فيها استقراء الدرس وتتبع جزيئاته وأمثلته والمعلومات التي يشتمل عليها للوصول إلى الخلاصة، وهذه الطريقة تنمي لدى الطالب القدرة على التفكير عند النظر في الأدلة والمقارنة بين الجزئيات.
خطوات التدريس بالطريقة الاستقرائية:
1. إعطاء أمثلة على المفهوم:
حيث تتناول الأمثلة جزئيات تعريف المفهوم، ويتم مراعاة تقديم مجموعة من الأمثلة المنتمية وغير المنتمية مع المناقشة والتدرج في مستوى صعوبة الأمثلة المنتمية وغير المنتمية.
2. مناقشة الأمثلة:
يتم مناقشة الأمثلة التي وضعت أمام الطلاب لمساعدتهم على تصنيفها، وتمييز الأمثلة المنتمية من غير المنتمية، وتوضيح الخصائص المميزة للمفهوم.
3. إعطاء مزيد من الأمثلة:
وهنا يقوم الطالب بإعطاء مجموعة من الأمثلة المتعلقة بالمفهوم ، فإن أعطى مثالًا له صلة بالمفهوم، فإن ذلك يدل على اكتسابه للمفهوم.
4. صياغة التعريف:
هنا يتم التعاون لصياغة التعريف على السبورة أو في اللوحة.
5. التقويم:
هنا يتم تقديم مجموعة من الأمثلة المنتمية، وغير المنتمية في صورة أنشطة للتأكد من اكتساب الطالب للمفهوم، وتطبيق ما تم التوصل له.
6. الأنشطة اللاصفية:
للتأكد من الاستيعاب، وزيادة في الترسيخ.
ثالثًا: الطريقة الاستنتاجية(الاستنباطية-القياسية):
الطريقة الاستنتاجية عكس الطريقة الاستقرائية فهي تعني الانتقال من الكل إلى الجزء، أو من القاعدة إلى الأمثلة، كما تعرف بأنها: "العمليات العقلية التي ينتقل فيها العقل من القواعد العامة إلى الجزئيات".
والقرآن الكريم والسنة النبوية أساس الأحكام الفقهية، فعند تعذر الحصول على نص صريح يلجأ العلماء للقياس والذي يعرف عندهم بأنه إلحاق واقعة لم يرد فيها نص بواقعة أخرى ورد فيها نص لاتفاقهما في العلة.
وهذه الطريقة لا تحتاج لجهد كبير من المعلم أو المتعلم، لتقديم المفهوم مباشرة ثم التطبيق عليه، كما يسهل استخدامها في المراحل الأولى من التعليم من الصف الرابع فأعلى.
خطوات تدريسها:
1. تقديم المفهوم أو القاعدة من خلال:- تحديد اسم المفهوم(كلمة، كلمتان، جملة)
- تحديد الخصائص المميزة للمفهوم عن غيره لأجل توفير الأمثلة المنتمية له
- كتابة تعريف المفهوم.
2. توضيح المصطلحات الخاصة بالمفهوم:
(شرح المفهوم)حتى يكون هناك نوع من التفاعل بين المعلم والطلاب.
3. التعاون مع الطلاب في تقديم الأمثلة التي تتعلق بالمفهوم (منتمية، غير منتمية)، مع مراعاة أن تكون متنوعة بقدر الإمكان، وأن تراعي التدرج في مستوى الصعوبة.
4. تقديم مزيد من الأمثلة توضح المفهوم أو القاعدة، مع تقديم التغذية الراجعة والتعليل لكل مثال إن كان منتميًا أو غير منتم.
5. التقويم: هنا يتم تقديم مجموعة من الأمثلة المنتمية وغير المنتمية في صورة أنشطة للتأكد من اكتساب الطلاب للمفهوم، وتطبيق ما تم التوصل له.
6. الأنشطة اللاصفية: للتأكد من الاستيعاب، وزيادة الترسيخ.
رابعًا: طريقة الحوار والمناقشة:
هي طريقة تعتمد على تبادل الآراء والأفكار وتفاعل الخبرات بين المعلم والطلاب وهي تسهم في تنمية التفكير الناقد من خلال الأدلة التي يقدمها الطالب لدعم إجابته كما تنمي لدى الطالب مهارات التحدث والمشاركة وتجعل من الطالب محور العملية التعليمية ومركز التفاعل، ويشترك المعلم والطالب في إعداد وطرح الأسئلة، وكلما كانت أسئلة الطلاب أكثر من أسئلة المعلم كان ذلك أدعى لجودة الحوار وأكثر نجاحًا لطريقة المناقشة.
خطوات التدريس بطريقة الحوار والمناقشة:
1. يحدد المعلم مجموعة من النقاط التي ينبغي أن يدور حولها النقاش.
2. يخبر المعلم الطلاب بهذه النقاط مسبقًا ليستعدوا بالمعلومات والبيانات والأسئلة.
3. ينظم المعلم جلوس الطلاب في قاعة الدرس وجهًا لوجه ليتفاعل الجميع مع الحوار والنقاش.
4. يسجل المعلم العناصر الأساس لموضوع الحوار على السبورة.
5. يعد المعلم أسئلة متنوعة المستويات على كل عنصر من عناصر الموضوع.
6. يشجع المعلم الطلاب على التعبير عن آرائهم ويتيح الفرصة أمامهم ليطرحوا أسئلتهم ويستمع لإجاباتهم ويتقبل وجهات نظرهم.
7. يسجل المعلم ملخصًا لنتائج الحوار والمناقشة على السبورة.
خامسًا: طريقة التعلم التعاوني:
هي طريقة يتعلم من خلالها الطلاب في مجموعات صغيرة غير متجانسة في القدرات والاستعدادات وغالبًا ما تكون من (2-6)طلاب يسعون لتحقيق أهداف مشتركة في بيئة تشجعهم على التعاون والتفاعل في إطار العمل الجماعي ليتم تبادل الخبرات والمعلومات فيما بينهم وتنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية، ويقوم المعلم في هذه الطريقة بدور المرشد والموجه.
خطوات التدريس بطريقة التعلم التعاوني:
1. إعداد البيئة الصفية للتعلم.
2. تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة.
3. تنظيم الطلاب داخل المجموعة وتحديد الأدوار التي ستؤديها كل مجموعة.
4. مراقبة المجموعات وتنظيم الأنشطة ووقت المناقشة.
5. إمداد الطلاب بالتغذية الراجعة بعد كل نشاط عن سلوكهم والخبرات التي توصلوا إليها.
6. ختم الدرس بملخص سبوري لما توصلت إليه المجموعات وتقييم أداء المجموعات.
سادسًا: طريقة تمثيل الأدوار:
هي تمثيل لموقف من المواقف الحقيقية، أو عمل أنموذج له، حيث يسند لكل طالب مشارك دور خاص يساعد في غرس الأفكار والمعلومات وعرض القيم بطريقة مشوقة وجذابة، كما يتيح لعب الأدوار الفرصة للطالب للمشاركة الفعالة في العملية التعليمية، وينمي قدراته على اتخاذ القرارات المناسبة فيما يواجه من مشكلات حياتية.
خطوات التدريس بطريقة تمثيل الأدوار:
1. إعداد البيئة الصفية المناسبة للتعلم بطريقة تمثيل الأدوار.
2. اختيار الطلاب المشاركين وتحديد الدور الذي سيؤديه كل طالب قبل الدرس بوقت كاف.
3. مراقبة عرض الطلاب وتقييم تفاعل المشاهدين.
4. تنظيم أنشطة وفتح باب المناقشة لبقية الطلاب فيما شاهدوه.
5. ختم الدرس بملخص سبوري لما توصل إليه الطلاب بعد المناقشة.
وبعد هذا العرض الموجز لبعض طرق التدريس التي يمكن استخدامها في تدريس مواد العلوم الشرعية يمكن للقارئ الكريم أن يشارك في أسفل هذه التدوينة بضرب مثال من أحد الدروس لبعض تلك الطرق التدريسية أو إضافة فائدة متعلقة بالموضوع لإثرائه ولإفادة العاملين في الميدان التربوي حول هذا الشأن.
المرجع:
وزارة التعليم. (1437هـ). الفقه والسلوك للصف الرابع الابتدائي : دليل المعلم. الرياض: وزارة التعليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق