بالتزامن مع يوم المعلم: كيف تدرس ... وتستمع أيضًا

رسالة المعلم:

إن المعلم صاحب رسالة عظيمة ومهمة سامية، فيكفيه فخرًا أنه ينشر الفضيلة والعلم بين الناس، ولهذا العمل فضل عظيم وجزاء كبير إذا حسنت النية وقصد به وجه الله تعالى، فكلماته التي يعلمها لأبنائه وفوائده التي يبثها لطلابه يكافئه الله عليها بأن تبقى صدقة جارية له لا تنقطع، فهي كالنهر من الأجور يجري له حتى بعد موته وانقطاع أعماله، يقول صلى الله عليه وسلم : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم].


صعوبة المهمة:

مهنة التدريس مهنة مرهقة ومجهدة باتفاق، وذلك نتيجة لكثرة متطلبات التدريس وعدم القدرة على التعامل الفاعل معها، كما أن المعلم يحتاج إلى جهد وعمل دائم لمعالجة ضعف تحصيل الطلاب وحل مشاكلهم، وتكثر لديه أيضًا الأعباء التدريسية والإدارية، ويتعامل مع ظروف متنوعة لا يمكن التنبؤ بها بدقة، وقد تكون النتائج غير مشجعة أو ملموسة دائما.

المعلم والإجهاد:

يمكن للمعلم تحاشي الإجهاد أو التخفيف منه إذا عرف مصدر ذلك الإجهاد، إذ قد يكون مصدره من المعلم نفسه – بغير قصد –  بسبب نقص المعرفة أو نقص المهارة أو الصفات الشخصية التي يتصف بها كعدم المرونة أو نقص مستوى التفكير التجريدي أو اللامبالاة، وهناك نظرية عن السلوك البشري، تقول إن الإنسان قد يعوق تطوره ونموه الفكري بشكل لا شعوري، وذلك لأن اعتماده في النهاية يصبح على القوالب الجاهزة وما اعتاد على فعله، فبمجرد أن يصل إلى مرحلة من الرضا الشخصي عن عالمه يتوقف عن التعلم ويتكاسل عقله وتتعطل بقية حياته، وربما يحرز تقدما مهنيا وربما يحدوه الطموح، وربما يعمل بجد لكنه ينقطع عن التعلم.

كيف تستمع بالتدريس وتتغلب على الإجهاد


- لا تغضب: فبمجرد الغضب سينقص تركيزك وتفقد اتزانك وقد تتخذ قرارات ليست صائبة وتندم عليها لاحقًا، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم من سأله الوصية قال: (لا تغضب).

- ابتسم: لتستمع بعملك، فالابتسامة تجلب السعادة، وليست السعادة هي التي تجلب الابتسامة.

- اجعل لعملك معنى: بتحديد أهداف نبيلة وغايات سامية تصل لها في نهاية المطاف، فلا شيء يضيع الوقت والجهد مثل عدم وجود أهداف، سواء كانت تلك الأهداف طويلة المدى، أو أهدافًا فصلية، أو أهدافًا لكل درس.

- ركز على دائرة التأثير وليس على دائرة الاهتمام: فعندما تركز على الأمور التي يمكنك السيطرة عليها أو التأثير فيها، فإنك ستوسّع معارفك وتجاربك، ونتيجة لذلك فإن دائرة تأثيرك تنمو وتتوسع، وعندما تركّز على الأمور التي لا تستطيع التحكم بها والسيطرة عليها، فسوف يكون لديك وقت وطاقة أقل لصرفها على الأمور التي تستطيع التأثير فيها، وكنتيجة لذلك فإنّ دائرة تأثيرك تنكمش وتتقلص.

- استعد جيدًا للتدريس: بقراءة الكتب المقررة جيدا وفهمها، والرجوع للمراجع الأساسية في المجال الذي تدرسه، والاستفادة من الانترنت والرجوع لأهل الخبرة من الزملاء، أو المشرفين وغيرهم، كما أن ينبغي التعرّف وتعلم أكبر قدر ممكن من طرق التدريس والمهارات التي تحتاجها لتقوم بمهمتك.

- خطط بفعالية: فالفشل في التخطيط – غالبا - يعني التخطيط للفشل، فإذا خططت ووضعت أهدافك حفظت وقتك الذي هو المادة الأساسية للإنجاز، وأكثرنا لا ينقصه الوقت، بل ينقصه إدارة الوقت.
اعمل بذكاء أكثر وليس بجهد أكبر

- رتب أولوياتك: ولتركز على أعمالك المهمة غير العاجلة قبل أن تتحول إلى مهمة وعاجلة، ولا تشغل نفسك بالأعمال التافهة.


- استخدم قاعدة: 90/10: وتعني هذه القاعدة أن 10% من أحداث حياتك ويومك أنت غير مسئول عنها وخارجة عن إرادتك، بينما 90% من أحداث حياتك هي ردود أفعالك تجاه المواقف المختلفة ومتغيرات الحياة، ولو ضربنا لهذه القاعدة مثالاً في غرفة الصف بأن أحدث أحد الطلاب صوتاً والذي يشكل 10% من الحدث ويبقى 90% من الحدث بيد المعلم، فإما أن يتعامل بذكاء ويحتوي الموضوع بحسب الموقف، أو يصعد تلك القضية ويضيع الوقت والدرس.

- كن مبدعا: فمن الحماقة عمل الأشياء نفسها، بالطريقة نفسها، وتوقع نتائج مختلفة، فحين لاتنجح طريقة التدريس -مثلًا- لإيصال المعلومة للطالب فلا شك إن إعادتها مرة أخرى هو ضرب من إضاعة الوقت بلا فائدة، كما أن الإبداع يجعل العمل ممتعا للمعلم والطالب.

- فرق بين التعليم والتعلم والتقويم: فالمقصود بالتعليم تلك العمليات التي يقوم بها المعلم لإيجاد فرص ومواقف للتعلم، بينما التعلم هو ما يقوم به المتعلم للاستفادة من تلك الفرص.

وهنا ينبغي أن يتنبه إلى أنه لا يوجد تلازم بين التعليم والتعلم، فقد يكون هناك تعليم بلا تعلم، وهنا ندرك بأنه لا بد من وجود التقويم (التكويني)في كل مرحلة من مراحل عملية السير في الدرس لنتأكد من حصول التعلم.

 





المراجع:
- ورشة عمل (كيف تدرس.. وتستمع أيضًا) بمناسبة اليوم العالمي للمعلم 2018 للأستاذ الدكتور: راشد العبدالكريم، كلية التربية بجامعة الملك سعود.
- كتاب مع المعلمين، لمحمد بن إبراهيم الحمد.
http://www.saaid.net/afkar/school/95.doc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في المدونة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إبراهيم بن محمد آل شطيف تربوي تصميم بلوجرام © 2014

صور المظاهر بواسطة Ollustrator. يتم التشغيل بواسطة Blogger.